يقول: (ومن اختص منهم بفضل عرف النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك الفضل).
فهناك مساواة عجيبة، وفي نفس الوقت ليس هناك غمط لفضل صاحب فضل، فليس معنى المساواة: أنك أنت يا معاذ وأنت أعلم الأمة بالحلال والحرام؛ تكون مثل ذلك الأعرابي الذي جاء وبال في طرف المسجد وقعد! وكلا الاثنين كانا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فالمساواة موجودة ومع ذلك صاحب الفضل له فضله، وله قدره، وله قيمته.
يقول: (كما قنت للقراء السبعين -قنت لهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على من قتلهم- وكان يجلس مع أهل الصفة).
وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم يجلس مع أهل الصفة، وكانت حياته صلى الله عليه وسلم في ذاته، وفي بيته أقرب إلى حياة أهل الصفة منها إلى غيرها.
قال: وكان أيضاً لـعثمان ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد بن معاذ ، و أسيد بن الحضير ، و عباد بن بشر ونحوهم من سادات المهاجرين والأنصار الأغنياء منزلة ليست لغيرهم من الفقراء.
فقد جمعوا بين الحسنيين.